في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل استهداف الصحفيين في قطاع غزة، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي طاقم قناة الجزيرة بالكامل أثناء تغطيتهم الميدانية للأحداث قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

الهجوم أسفر عن استشهاد المراسلين أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورَين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، إضافة إلى سائق الفريق محمد نوفل، ليُسدل الستار على أحد أبرز فرق التغطية الصحفية التي وثّقت فصول المأساة والحصار.

جيش الاحتلال أعلن صراحةً استهداف أنس الشريف بشكل متعمد، زاعمًا أنه كان يعمل "قائد خلية في حركة حماس تحت غطاء صحفي" ومشاركًا في التخطيط لإطلاق الصواريخ، كما ادّعى امتلاكه وثائق تؤكد انتماءه العسكري وتعاونه مع شبكة الجزيرة.

هذه الاتهامات تأتي في سياق سلسلة من الروايات الإسرائيلية التي حاولت تبرير استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، في وقت تؤكد فيه منظمات حقوقية دولية أن استهداف الإعلاميين يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويهدف لإسكات شهود الحقيقة.

برحيلهم، يفقد المشهد الإعلامي في غزة أصواتًا وصورًا كانت تنقل للعالم مشاهد الحصار والموت، وتوثّق جريمة التجويع والدمار. اليوم، يودع الغزيون والعالم خمسة من فرسان الميدان الذين اختاروا الكاميرا والكلمة سلاحًا لمواجهة آلة القتل.

تحرير خاص: مـركبـا الـمـنـصـة الاخـبـاريـة

غزة تبكي شهداء الكاميرا… وداعًا أنس الشريف

"غزة تبكي شهداء الكاميرا… وداعًا أنس الشريف"

بينما حاول قادة كيـان الاحتـلال التزام الحذر الإعلامي وتجنّب الإشادة العلنية بخطوات السلطة اللبنانية ضد سلاح المقـاومة، مفسحين المجال لمحلليهم وإعلامييهم لتمرير المديح لحكومة عون–سلام، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الصمت، معلنًا ما كان يدور في الكواليس.

ففي تصريح صريح لا يحتمل التأويل، قال نتنياهو: "هناك حكومة جديدة في لبنان بفضل الإنجازات التي حققتها إسرائيل هناك، وسيتم تجريد حزب الله من سلاحه".

هذا الاعتراف العلني من أعلى هرم القيادة في الكيان، يضع حكومة ما وصفها الشارع اللبناني بـ"قرار العار" أمام شهادة مباشرة من العدو نفسه، لتصبح – وفق منتقديها – شريكة في تحقيق أهداف الاحتلال.

تصريحات نتنياهو فجّرت موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون حملة تغريد تحت هاشتاغ: #نتنياهو_معكم_يا_لعاركم، معتبرين أن ما جاهر به الأخير هو الدليل القاطع على خطورة المسار الذي تنتهجه الحكومة الحالية بحق سلاح المقـاومة.

تحرير خاص: مركبا المنصة الإخبارية

نتنياهو يفضح حكومة لبنان… شريك علني في مخطط نزع سلاح المقاومة!

حدوث عطل طارئ عند منتصف ليل اليوم الأحد 10 آب 2025، ناجم عن انخفاض عزل أحد عوازل جسور التوصيل في أحد محوّلات التوتر العالي بمحطة التحويل الرئيسية في معمل الذوق الحراري، وذلك بفعل ارتفاع نسبة الرطوبة والحرارة. وأوضحت أن هذا العطل تسبّب بانقطاع شامل متكرر للشبكة، ما أدى إلى جهد حراري على المجموعة البخارية في معمل دير عمار وأعاق دورانها.

أصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بيانًا أعلنت فيه عن

ماذا فعلت الرطوبة والحرارة بالشبكة؟ بيان مهم من "كهرباء لبنان"

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، اليوم الأحد، بيانًا جاء فيه: “بتاريخ 9 / 8 /2025، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في منطقة برج البراجنة – بعبدا السورية (ش.ح.) لإقدامها بالتاريخ نفسه على طعن السورية (ع.ن.) ما أدى إلى مقتلها”.
وأضاف البيان، “كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في منطقتَي البداوي والتبانة – طرابلس المواطنَين (ف.م.) و(ح.س.) لارتكابهما عدة جرائم: تعاطي المخدرات وترويجها، إطلاق النار، افتعال إشكالات، وضبطت في حوزتهما أسلحة وذخائر حربية”.
وختم: “سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.
المصدر : ليبانون ديبايت

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، اليوم الأحد، بيانًا جاء فيه:

طعنت مواطنتها حتى الموت… توقيف “سورية” في برج البراجنة

شدّد النائب الإيراني وعضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، إسماعيل كوثري، على أن مشروع الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ. وفي حديثه لوكالة “فارس”، قال إن التجارب السابقة أثبتت أن مثل هذه القرارات تبقى حبراً على ورق، مؤكداً أن نحو ثلث اللبنانيين من الشيعة، ولن يقبلوا بتسليم قوتهم للأطراف الموالية لواشنطن وتل أبيب.

كوثري أشار إلى أن حتى شرائح من الطوائف الأخرى، كالسنة والموارنة، لن ترضى بإضعاف حزب الله بعدما قدّمه من تضحيات في حماية لبنان ومنع الانزلاق إلى حرب داخلية. وأضاف أن الحكومات السابقة طرحت الفكرة ذاتها ولم تُنفّذ، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني بدوره قد لا يوافق عليها بالكامل.

وتطرق كوثري إلى مرحلة ما بعد اغتيال السيد حسن نصر الله، مؤكداً أن الحزب مستمر في نهجه ولن يتأثر بهذه القرارات، متهماً بعض المسؤولين اللبنانيين بالارتهان للخارج، وخاصة “الصهيونية العالمية”. وختم بتحذير: “ليعلم الأعداء أن هذه الخطة لن ترى النور ولن تحقق أهدافها إطلاقاً”.

قال النائب الإيراني إسماعيل كوثري إن خطة نزع سلاح حزب الله ستفشل، مؤكداً رفض معظم اللبنانيين لإضعاف الحزب بعد تضحياته، ومعتبراً القرار خدمة لأجندات خارجية.

كوثري يتوعد: نزع سلاح حزب الله… وهمٌ سينهار قبل أن يولد!

في اكتشاف علمي قلب المفاهيم رأسًا على عقب، كشف باحثون أن نوعًا شائعًا من فيروس الورم الحليمي البشري (بيتا-HPV) قد يكون المحرّك الخفي لأحد أخطر سرطانات الجلد، عبر آلية لم تُكتشف من قبل.

القصة بدأت مع امرأة في الـ34 من عمرها، أصيبت بسرطان الخلايا الحرشفية في جلد الجبهة، وكان الورم يعود بقوة رغم الجراحة والعلاج المناعي. التحليل الجيني كشف المفاجأة: الفيروس اندمج في الحمض النووي للورم وبدأ بإنتاج بروتينات تدفع الخلايا نحو السرطان مباشرة، متجاوزًا دوره المعروف في مضاعفة أضرار الشمس.

المريضة كانت تعاني من خلل مناعي وراثي يعطّل خلاياها التائية، ما جعل جسدها عاجزًا عن التصدي للفيروس. الحل جاء بعملية زرع نخاع عظمي أعادت قوتها المناعية، فاختفى الورم نهائيًا، وتلاشت معها مشكلات أخرى سبّبها الفيروس، واستمر التحسّن لثلاث سنوات دون انتكاسة.

الدراسة، التي نُشرت عبر ساينس أليرت، تؤكد أن بعض الفيروسات التي نعتبرها “حميدة” قد تتحول إلى قنابل موقوتة لدى أصحاب المناعة الضعيفة، ما يفتح الباب أمام علاجات سرطانية أكثر دقة وشخصية.

هذا الاكتشاف لا يقلل من دور أشعة الشمس في سرطان الجلد، لكنه يضع الفيروسات في دائرة الاتهام، ويعيد رسم خارطة فهمنا لأسباب وعلاج هذا المرض القاتل.

اكتشف العلماء أن فيروس الورم الحليمي البشري من نوع بيتا قد يكون سببًا مباشرًا لسرطان الجلد عبر اندماجه في الحمض النووي وتحفيز نمو الخلايا السرطانية، خاصة لدى ضعاف المناعة، ما يفتح الباب أمام علاجات موجهة أكثر دقة.

سر وراء سرطان خطير.. فيروس مألوف يتخفّى في أجسادنا

تتجه أنظار عشاق كرة السلة اللبنانية، مساء اليوم، إلى مباراة حاسمة تجمع المنتخب اللبناني بنظيره الكوري الجنوبي عند الساعة السادسة بتوقيت بيروت، ضمن منافسات كأس آسيا .

المواجهة تحمل أهمية كبيرة لرجال الأرز"، إذ يسعون لتحقيق الفوز لتعزيز حظوظهم في التأهل إلى الأدوار المتقدمة. المنتخب اللبناني يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد الأداء المميز في المباريات السابقة، مدعوما بروح قتالية عالية. كوريا الجنوبية، من جهتها، فريق منظم وقوي، يمتلك عناصر قادرة على قلب الموازين في أي لحظة. المعركة على أرض الملعب ستكون تكتيكية بقدر ما هي بدنية، ما يفرض على اللاعبين التركيز منذ الدقيقة الأولى. المدرب اللبناني يعول على مزيج الخبرة والحيوية الشبابية المجاراة الإيقاع السريع للفريق الكوري. كما يشكل الدعم الجماهيري، داخل القاعة وخارجها، دافعا إضافيا للمنتخب لتقديم أفضل ما لديه. الفوز اليوم سيقرب لبنان خطوة كبيرة نحو المربع الذهبي، ويبقي

أما الخسارة فستعني دخول حسابات معقدة في مشوار التأهل. الكرة الآن في ملعب رجال الأرز ليكتبوا فصلاً جديدا من فصول المجد الرياضي اللبناني.

تحرير خاص: مركبا المنصة الإخبارية

"رجال الأرز في معركة الحسم الآسيوية أمام كوريا الجنوبية"

شدّد النائب علي المقداد، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، على أن ما يُعرف بـ"الورقة اللبنانية" ليس سوى مشروع أميركي الصنع، نافياً موافقة الرئيس نبيه بري على المقترحات التي طرحها باراك، ومكذّباً ما ورد على لسان نائب رئيس الحكومة طارق متري بشأن إجماع الرؤساء الثلاثة على سحب السلاح.

وانتقد المقداد ما اعتبره "تسويغاً غير مباشر" من متري لقرار نزع سلاح المقاومة، وطرحه إمكانية العودة للعمل المسلح إذا لم تلتزم إسرائيل، معتبراً أن هذا المنطق يمنح العدو فرصة ذهبية للعدوان ويستخف بعقول اللبنانيين.

وأكد أن سلاح المقاومة، الذي حمى لبنان منذ 1982 وحرره عام 2000، ليس قابلاً للمساومة أو التنازل، مشدداً على التمسك بكل عناصر قوة لبنان ضمن استراتيجية دفاع وطنية تحمي الأرض والثروات وتواجه الخطر الإسرائيلي المستمر.

كما دعا إلى صون السلم الأهلي، محذّراً من محاولة زج الجيش في مواجهة الشعب، معتبراً أن هذه الخطوة تصبّ في مصلحة العدو وأطراف داخلية "تتماهى مصالحها مع الأجندات الأميركية والإسرائيلية".

المقداد: "الورقة اللبنانية" مشروع أميركي، وسلاح المقاومة الذي حمى وحرر لبنان خط أحمر لن يُسحب، والدعوات لزج الجيش بمواجهة الشعب تخدم العدو وأجنداته.

المقداد: سلاح المقاومة خط أحمر… و"الورقة اللبنانية" صناعة أميركية

في التاريخ القريب، لم تبتعد المأساة عن القارة الأوروبية كما قد يظن البعض. البوسنة والهرسك في مطلع التسعينيات كانت مثالًا صارخًا على ما يمكن أن يحدث لشعب تُسلب منه القدرة على الدفاع عن نفسه. فبعد تفكك يوغوسلافيا، أعلن البوشناق – المسلمون – استقلالهم، ليجدوا أنفسهم في مواجهة آلة عسكرية صربية مدعومة سياسيًا وعسكريًا من بلغراد، بينما كان المجتمع الدولي يراقب من بعيد، ويكتفي بقرارات لم تحمِ طفلًا واحدًا من رصاص القناصة أو مجزرة جماعية.

تحت شعار “إحلال السلام” و”وقف العنف”، فُرض على المسلمين في البوسنة تسليم أسلحتهم، في حين بقي السلاح بيد القوات الصربية المدججة بالدبابات والمدفعية. النتيجة كانت كارثية: مجازر ممنهجة، تطهير عرقي، اغتصاب آلاف النساء، وحصار مدن بكاملها مثل سراييفو، وصولًا إلى أبشع جريمة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية: مجزرة سربرنيتسا عام 1995، حيث قُتل أكثر من 8 آلاف رجل وصبي مسلم تحت أنظار قوات حفظ السلام الهولندية.

اليوم، في لبنان، تتردد على مسامعنا دعوات “حصرية السلاح بيد الدولة” و”نزع سلاح المقاومة” وكأننا نعيش في عالم مثالي بلا تهديدات، بينما العدو الإسرائيلي على الحدود، يواصل خروقاته واعتداءاته، ويحتفظ بترسانة عسكرية متطورة.

التاريخ ليس بعيدًا. البوسنيون أيضًا صدّقوا أن العالم سيحميهم، وأن الشرعية الدولية تكفي لضمان أمنهم، لكن ما حدث كان العكس تمامًا: القرارات بقيت حبرًا على ورق، ودماء الأبرياء صارت وقودًا للتقارير الأممية.

من هنا، فإن المطالبة بتجريد الشعوب أو الحركات المقاومة من سلاحها في ظل تهديدات وجودية، ليست “خيارًا حضاريًا” كما يُسوَّق، بل قد تكون مقدمة لكارثة تفتح الباب أمام المعتدي ليكرر سيناريوهات كتبها التاريخ بدماء الأبرياء. والسؤال الذي يجب أن يُطرح:
هل يريد البعض أن يرى سربرنيتسا جديدة على ضفاف الليطاني؟

تحرير خاص: مركبا المنصة الإخبارية

عندما يطلب من شعب أعزل أن يواجه مصيره... بين البوسنة ولبنان

هذه الظاهرة الخطيرة، التي تقف خلفها دوافع وأهداف معلنة، تُعتبر خرقاً فاضحاً لقانون العقوبات اللبناني في ظلّ الغياب الفعلي للدولة ومؤسّساتها وللمعنيّين بشكل مباشر في ملاحقة هؤلاء وردعهم.
البثّ المباشر لأدرعي: منصة مفتوحة للتحريض
تحتل منصّة «إكس» موقع الصدارة في هذا المشهد، وبالأخصّ عبر البثّ المباشر «space» على حساب المتحدّث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، حيث يتواصل عدد من اللبنانيّين مع أدرعي بشكل مباشر، ويطالبونه بمواصلة الحرب على حزب الله واستهدافه في مناطق الجنوب والبقاع وبيروت، بالإضافة إلى بثّ شائعات تؤدّي إلى تهديد الأمن القومي للدولة وتعريضها لخطر العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقّف.
في حين لا تكترث الجهات المعنيّة لردع هؤلاء، يردّ أدرعي على هذه المطالبات بتأكيدات حازمة ويقول: «لا تقلقوا لن نسمح لحزب الله بترميم قدراته، ونواصل العمل على سحقه واستهداف كل بنيته التحتية في أي منطقة كانت».
هذا الخطاب العلني لا يعبّر فقط عن موقف عدائي واضح، بل يشكّل دعوة صريحة لاستهداف الأراضي اللبنانية، ويمثّل تهديداً مباشراً للسّلم الأهلي والأمن القومي.
فوفقاً للقانون اللبناني، إنّ الجرائم التي تُقترف ضدّ سيادة لبنان تدخل ضمن الجرائم الواقعة على أمن الدولة الخارجي تحت عنوان «الخيانة»، المنصوص عنها في قانون العقوبات، من المادة 273 إلى المادة 283 منه، وهي تهدف إلى حماية لبنان ومقوّمات الدولة، وتعاقب بالأشغال الشاقّة المؤبّدة أو الإعدام لكل من أقدم على أعمال العدوان، أو دسّ الدسائس، أو اتّصل بالعدو وعاونه.
وأمّا بالنسبة إلى قانون مقاطعة إسرائيل، فإنّ هذا القانون في المادة الأولى، يحذّر أي شخص أو شركة من التعامل مع شخص إسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر بواسطة شخص آخر أو عقْد اتفاق معه أو حتى مؤسسة تحمل جنسية إسرائيلية، ما يُعدّ انتهاكاً لهذا القانون.
وفي الحالات التي ذكرناها، التواصل مع العدو هو بشكل مباشر وعن قصد وعن نيّة ارتكاب الجرائم على الأراضي اللبنانية، وتهديد السلم الأهلي والأمن القومي، فأين قانون العقوبات من هؤلاء؟
إضافة إلى ذلك، لم تقتصر هذه الظاهرة على التفاعل المباشر مع المتحدّث باسم جيش العدو، بل تعدّته إلى موجة من المنشورات التحريضية التي يطلقها بعض الإعلاميّين والسياسيّين والناشطين عبر منصّات التواصل الاجتماعي والتي تدعو بشكل علني إلى استهداف الداخل اللبناني، كما تروّج لشائعات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
هذا التحريض المفتوح يضع لبنان أمام مخاطر حقيقية، حيث تُستغلّ هذه المنصّات لنشر الفتنة والتشكيك في المكوّنات الوطنية ويُستهدف النسيج الاجتماعي ويُهدر مبدأ السلم الأهلي، في وقت البلاد بأمسّ الحاجة فيه إلى الوحدة والتلاحم الوطني.
غياب الدولة: فراغ قانوني وأمني
في الوقت الذي تتصاعد فيه هذه الظاهرة الخطيرة، يبقى السؤال الأبرز حول دور الدولة ومؤسّساتها في مواجهتها. فالدولة اللبنانية، والجهات القضائية والقانونية، تبدو غائبة تماماً عن متابعة هذه التجاوزات الخطيرة، إذ لم يُحاكم أي من المتورّطين في التواصل المباشر مع العدو الإسرائيلي، سواء أكانوا إعلاميّين أو سياسيّين أو ناشطين.
هذا الغياب الواضح للمحاسبة يطرح علامات استفهام حول جدّية الدولة في حماية أمنها الوطني وسيادتها.
إذ في حين أنّ حكومة نواف سلام أعلنت رسمياً عن نزع سلاح حزب الله، مُبرّرة ذلك بأنّ السلاح غير الشرعي يشكّل تهديداً للبنان، لا نجد أي تحرّك مماثل من الجهات الحكومية المعنية، لا سيّما وزارة الإعلام ووزارة العدل، للحدّ من هذه الظاهرة الخطيرة على مواقع التواصل، والتي تؤدّي إلى نتائج مشابهة في تهديد الأمن والاستقرار، فالكلمة كالسلاح، حينما تنطق باسم إسرائيل بالتحريض على الداخل، تؤدّي إلى تهديد أمن لبنان القومي.
قانون العقوبات اللبناني
ينصّ قانون العقوبات اللبناني، لا سيّما في فصوله المتعلّقة بالأمن الوطني والعدو، على نصوص صريحة تجرّم التواصل مع العدو الإسرائيلي والتحريض على تهديد الأمن القومي.
التواصل مع العدو في لبنان يجرّمه قانون العقوبات اللبناني وتحديداً المادة 278 منه.
تنصّ هذه المادة على معاقبة كل من يقدّم المساعدة إلى العدو، أو يقوم بالاتصال به مع علمه بأنه عدو. وتعتبر هذه الأفعال خيانة وتستوجب عقوبة الأشغال الشاقّة المؤقّتة.
العقوبات المتعلّقة بالتواصل مع العدو الصهيوني:
التخابر والتعاون: وفقاً للمواد 278، و274، و275 من قانون العقوبات اللبناني، يُعاقب كل من يتّصل بالعدو الصهيوني أو يعمل على تحقيق مصالحه بهدف الإضرار بالدولة اللبنانية أو زعزعة أمنها واستقرارها بالأشغال الشاقّة المؤقّتة أو الدائمة.
وكل لبناني دسّ الدسائس لدى دولة أجنبية أو اتّصل بها ليدفعها إلى مباشرة العدوان على لبنان أو ليوفّر لها الوسائل لذلك عوقب بالأشغال الشاقّة المؤبّدة (المادة 274).
إثارة النزاعات الداخلية: أي محاولة لإثارة الفتنة أو الانقسامات داخل لبنان لصالح العدو تُعدّ خيانة عظمى. يعاقب مرتكبها بأشدّ العقوبات، بما في ذلك الأشغال الشاقّة المؤبّدة أو الإعدام في بعض الحالات.
وتنص المادة (276)، على معاقبة كل لبناني أقدم بأي وسيلة كانت بقصد شلّ الدفاع الوطني، على الإضرار بالمنشآت والمصانع والبواخر والمركبات الهوائية والأدوات والذخائر والأرزاق وسبل المواصلات وبصورة عامة بكل الأشياء ذات الطابع العسكري أو المعدّة لاستعمال الجيش أو القوات التابعة له، بالأشغال الشاقّة المؤبّدة.
قانون مقاطعة العدو الصهيوني الصادر عام 1955: يمنع هذا القانون أي نوع من التواصل أو التعامل مع أفراد أو كيانات مرتبطة بالعدو، سواء في المجالات التجارية، السياسية، أو الإعلامية.
تعزيز الفتنة: يُعاقب القانون بشدّة على أي نشاط يستهدف إثارة النزاعات بين الطوائف اللبنانية أو نشر الفوضى لصالح العدو.
تطبيق هذه المواد بشكل صارم هو واجب دستوري وأمني، ويُعدّ ضرورة للحفاظ على وحدة الدولة ومجتمعها.
تجارب دولية: مواجهة صارمة مع العملاء والمتعاونين
على الصعيد الدولي، تبادر معظم الدول إلى فرض إجراءات صارمة ضدّ من يُثبت تعاونهم أو تواصلهم مع أعداء الدولة، لا سيّما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فمثلاً في فرنسا، يُعاقب القانون الأفراد الذين ينخرطون في نشاطات تُعدّ خيانة أو تهديداً للأمن القومي، حتى وإن تمّ ذلك عبر نشر معلومات أو تحريض على العدو.
وفي الولايات المتحدة، تجرّم القوانين الاتحادية كل شكل من أشكال التواصل أو الدعم لأعداء الدولة، وتفرض عقوبات تصل إلى السجن طويل الأمد، باعتبار ذلك تهديداً مباشراً للأمن القومي.
هذه النماذج تُبرز ضرورة وجود آليّات قانونية فاعلة في لبنان، تضمن محاسبة كل من يُخالف القانون ويحاول النّيل من أمن البلاد.
غياب الدولة، وتقاعس الجهات القضائية والقانونية عن المحاسبة، فضلاً عن عدم تحرّك الحكومة ووزاراتها المعنية، يضع لبنان في مواجهة أزمة أمنية وقانونية خطيرة تستوجب وقفة وطنية جادّة.
وفي ظلّ هذه المعطيات، لا بدّ من ملاحقة كل من يتواصل مع العدو وإظهار جدّية الدولة في حماية أمنها الوطني واستقرار مجتمعها وذلك عبر تعزيز دور القضاء وتفعيل آليّات الرقابة.
حسين صبرا-الاخبار

يلجأ عدد من اللبنانيّين في الآونة الأخيرة إلى التواصل المباشر مع مسؤولين إسرائيليّين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنهاء دور حزب الله وبشنّ هجمات على بيئة المقاومة.